Admin Admin
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 28/09/2009 الموقع : في قلب زوجي
| موضوع: العقاب البدني.. هل يؤثر سلبا على نفسية الطفل؟؟ الإثنين أكتوبر 19, 2009 5:06 pm | |
|
عندما ينطلق الطفل في الكلام بدون ضوابط..ويبدأ في الحركة بنشاط في جميع</SPAN> </SPAN></SPAN>الاتجاهات والأمكنة، فينشر الفوضي في البيت، ويحطم بعض الأشياء الثمينة، أو يعبث</SPAN> </SPAN></SPAN>بالأدوات والأجهزة،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> أو يقوم بحركات أو يتلفظ بعبارات غير لائقة..</SPAN> </SPAN></SPAN> هنا</SPAN> </SPAN></SPAN>يلجأ الوالدان إلي النصح أو التحذير أو الضرب</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>..
والبعض قد يتصور أن استخدام</SPAN> </SPAN></SPAN>هذا العقاب البدني ضار بصحة الطفل النفسية</SPAN></SPAN> ويفسد علاقته بوالديه..</SPAN> </SPAN></SPAN> ويتساءلون عن الصواب والخطأ في أسلوب العقاب البدني..</SPAN> </SPAN></SPAN> وهل هو ضروري للطفل</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>؟.. وما أضراره ؟.. ومتي يلجأون إليه؟..</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> وإذا كان مسموحا به فإلي أي</SPAN> </SPAN></SPAN>حد؟.. وكيف يتم توقيعه بالأسلوب الصحيح؟</SPAN></SPAN>
د. علاء الدين كفافي،</SPAN> </SPAN></SPAN> أستاذ الإرشاد النفسي بمعهد الدراسات والبحوث التربوية جامعة القاهرة</SPAN> </SPAN></SPAN>يقول</SPAN> </SPAN></SPAN>إنه لا يوجد شخص إلا وقد نال عقابا بدنيا من والديه،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>أحدهما أو كليهما وهو صغير</SPAN> </SPAN></SPAN>ولو لمرة واحدة..</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>
وبالنسبة لما يعتقده البعض أن هذا العقاب البدني</SPAN> </SPAN></SPAN> له</SPAN> </SPAN></SPAN>تأثيره الضار على الصحة النفسية للطفل وعلي علاقته بوالديه</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> التي هي أساس نمو</SPAN> </SPAN></SPAN>شخصيته علي النحو السليم..</SPAN></SPAN> فهو اعتقاد يختلط فيه الصحيح بغير الصحيح..</SPAN> </SPAN></SPAN> لأن العقاب البدني أو الضرب و أسلوب قائم في التربية</SPAN> </SPAN></SPAN> ولكنه ينبغي أن يوضع</SPAN> </SPAN></SPAN>في وضعه الصحيح وأن يكون الحلقة الأخيرة</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> في سلسلة مواجهة الطفل</SPAN> </SPAN></SPAN>الخاطيء،</SPAN></SPAN> فالمفروض أن ينتهي به الآباء لا أن يبدأوا</SPAN> </SPAN></SPAN>به..</SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN>
</SPAN>والأصل أن يعرف الطفل الصواب والخطأ من الأفعال عند</SPAN> </SPAN> </SPAN>البداية؟</SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN> وإذا ما أخطأ الطفل فعلى الآباء أن يتبعوا معه أولا أسلوب النصح</SPAN> </SPAN></SPAN>والتوجيه</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> وبيان أوجه الضرر فيما فعل ووجه الصواب في الموقف،</SPAN> </SPAN></SPAN> وإذا كرر</SPAN> </SPAN></SPAN>الطفل نفس الفعل الخاطيء فيتبع معه الآباء أسلوب التحذير والإنذار</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> وأن تتسم</SPAN> </SPAN></SPAN>نبرتهم بالحزم والجدية وأن يسمعوا له إذا كان لديه ما يقوله،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> وعليهم أن يفهموا</SPAN> </SPAN></SPAN>الطفل بوضوح بأنه سيعاقب إذا تكرر منه الخطأ مرة أخري..</SPAN></SPAN>
هذا مع حرص</SPAN> </SPAN></SPAN>الآباء علي إزالة أي أسباب يمكن أن تكون وراء تكرار الخطأ</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>.. </SPAN></SPAN>ويشير د. علاء</SPAN> </SPAN></SPAN>إلي أنه في معظم الحالات إذا ما اتبعت هذه الخطوات</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> فإن الطفل سيقلع عن السلوك</SPAN> </SPAN></SPAN>الخاطيء</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> أو أن الآباء سيتعرفون على الدافع لسلوكه هذا ويعملون علي مواجهته..</SPAN> </SPAN></SPAN> أما إذا استمر الطفل في إتيان السلوك الخاطيء بعد ذلك..</SPAN> </SPAN></SPAN> فليس أمام الآباء</SPAN> </SPAN></SPAN>إلا العقاب البدني حتي يعرف الطفل أن الأمر جاد وما هو بالهزل،</SPAN></SPAN> وأن هذا السلوك</SPAN> </SPAN></SPAN>غير مسموح به.</SPAN></SPAN>
وقد يدهش الآباء الذين يبدأون بعقاب الطفل بدنيا ويعبرون عن</SPAN> </SPAN></SPAN>حيرتهم</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN> عندما يجدون أن الطفل يكرر نفس الفعل الذي عوقب عليه</SPAN> </SPAN></SPAN>
ويستخدمون</SPAN> </SPAN></SPAN>معه اساليب أقل حدة من العقاب تسترضيه باعتباره طفلا عنيدا</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> ولا تنفع معه</SPAN> </SPAN></SPAN>الشدة،</SPAN></SPAN> والخطورة هنا أن الطفل يكتشف فيهم هذه الدهشة والحيرة</SPAN> </SPAN></SPAN> ويمارس عليهم</SPAN> </SPAN></SPAN>قدرته على الفعل والتأثير ليأتي ما يريد من أعمال وسلوكيات</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>.. </SPAN></SPAN> لأن هؤلاء</SPAN> </SPAN></SPAN>الآباء استخدموا سلسلة المواجهة على نحو معكوس،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> حيث بدأوا أولا بالعقاب</SPAN> </SPAN></SPAN>البدني.</SPAN></SPAN></SPAN>
</SPAN>
</SPAN>ولكن إذا تجاوز الطفل النصح والتوجيه والتحذير والإنذار</SPAN> </SPAN> </SPAN>وكذلك العقاب البدني</SPAN></SPAN> </SPAN> </SPAN>.. واستمر في ممارسة السلوك الخاطيء..</SPAN> </SPAN></SPAN>
هنا ينصح</SPAN> </SPAN></SPAN>د. علاء بضرورة دراسة وتأمل أسباب ذلك،</SPAN></SPAN> لأن عناد الآباء أيضا وتكرارهم عقاب</SPAN> </SPAN></SPAN>الطفل</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> دون محاولة بحث أسباب إصرار الطفل على الخطأ يكون له نتائج</SPAN> </SPAN></SPAN>سيئة،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>ويضر بصحة الطفل النفسية، ويفسد العلاقة بينه وبين والديه..</SPAN> </SPAN></SPAN> كما</SPAN> </SPAN></SPAN>أنه لابد من اتفاق الوالدين علي استخدام اسلوب المواجهة</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> حتى لا يجد الطفل منفذا</SPAN> </SPAN></SPAN>يهرب منه ليستمر في سلوكه الخاطيء</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>.
</SPAN></SPAN>وينبه أستاذ الإرشاد النفسي الآباء إلى</SPAN> </SPAN></SPAN>أن هناك شروطا</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> تجعل من العقاب البدني وسيلة تربيه ايجابية إذا ما قرر الوالدان</SPAN> </SPAN></SPAN>استخدامه</SPAN></SPAN> بحيث لا يؤثر علي علاقة الطفل بأبوية، أو علي صحته النفسية</SPAN> </SPAN></SPAN>
ومنها مايأتي</SPAN> </SPAN></SPAN>:
- </SPAN></SPAN>أن يكون العقاب بسيطا، خاصة إذا كان يوقع للمرة</SPAN> </SPAN></SPAN>الأولى على الخطأ،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> فليس من المعقول أن يوقع الآباء عقوبة مخففة أو مشددة علي</SPAN> </SPAN></SPAN>كل الأفعال الخاطئة..</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> فالعدل يقتضي تدرج العقوبة مع حجم الخطأ..</SPAN> </SPAN></SPAN> ولقد</SPAN> </SPAN></SPAN>أثبت البحث أن العقاب إذا كان القصد منه الإصلاح والتقويم</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> وليس الانتقام وإيقاع</SPAN> </SPAN></SPAN>الأذى يكون له مردوده التربوي..</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> فإذا صدر العقاب الإصلاحي من الأب الحنون</SPAN> </SPAN></SPAN>والمتفهم للطفل،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>فعادة ما يستجيب له الطفل ولا يؤثر سلبا علي علاقته</SPAN> </SPAN></SPAN>بوالده.</SPAN></SPAN> ــ أن يعرف الطفل لماذا يعاقب قبل أن يتعرض للعقاب،</SPAN> لأن عقاب</SPAN> </SPAN></SPAN>الطفل بدون معرفته للسبب</SPAN></SPAN> ـ وهو ما قد يفعله الآباء أحيانا في حالة الإنفعال أو</SPAN> </SPAN></SPAN> في حالة تراكم أخطاء بلا حساب لفترة من الزمن ـ</SPAN> </SPAN></SPAN> يؤدي إلي إدراك الطفل أن</SPAN> </SPAN></SPAN>سلوك الوالد أو الوالدة هو ظلم واضطهاد،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>وقد يعتقد أنه ضحية قسوة والديه..</SPAN> </SPAN></SPAN> ويكبر معه هذا الشعور الزائف بأنه ضحية ويخلق له الكثير من المضاعفات النفسية</SPAN> </SPAN></SPAN>والاجتماعية..</SPAN></SPAN>
ــ ألا يتخذ الآباء من العقاب الذي وقع وسيلة للتشهير</SPAN> </SPAN></SPAN>بالطفل فيما بعد،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> حيث يذكرونه بالعقاب السابق ويهددونه بعقاب لاحق مثله..</SPAN> </SPAN></SPAN> فهذا إذلال للطفل، خاصة إذا تم أمام الآخرين ممن لا يعيشون مع الطفل..</SPAN> </SPAN></SPAN> وأن تحرص الأمهات علي عدم رواية حكاية عقاب الطفل كمادة للحديث</SPAN> </SPAN></SPAN> لأنه يعد</SPAN> </SPAN></SPAN>انتهاكا لخصوصية الطفل وهويته التي يجاهد لبنائها وسط أسرته وأقرانه</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>.
</SPAN></SPAN>ــ</SPAN> </SPAN></SPAN>ألا يؤجل العقاب إذا تقرر،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> بمعني أن الطفل إذا أتى بعمل رأي الوالدان أنه</SPAN> </SPAN></SPAN>يستوجب العقاب،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> وأعلناه بذلك فيجب أن يعاقب مباشرة،</SPAN> </SPAN></SPAN> حتي لا يصبح الطفل في</SPAN> </SPAN></SPAN>حالة ترقب وقلق وانتظار ومتوترا حتي يتم عقابه</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> ويصفي حسابه مع والديه..</SPAN> </SPAN></SPAN> وهذا ما تفعله أحيانا كثيرة من الأمهات في غيبة الوالد عن البيت..</SPAN> </SPAN></SPAN> فتعلن</SPAN> </SPAN></SPAN>للطفل المخطيء أنها ستخبر والده بما فعله كي يعاقبه،</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> مما يشيع في نفسه التوتر</SPAN> </SPAN></SPAN>والاضطراب</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>.
</SPAN></SPAN>ــ ألا يعاقب الطفل علي سلوك في إحدي المرات،</SPAN> ثم نتجاهل</SPAN> </SPAN></SPAN>نفس السلوك في مرة أخرى، أو نسكت عنه،</SPAN></SPAN> أو نعلق عليه بما يشجعه علي تكراره.</SPAN> </SPAN></SPAN> أو أن يفهم الطفل من التعليق أن ما فعله يثير الإعجاب والدهشة..</SPAN> </SPAN></SPAN> لأن هذا</SPAN> </SPAN></SPAN>التناقض في الاستجابة الوالدية سيمنعه من أن يتعلم السلوك والعادات والأساليب</SPAN> </SPAN></SPAN>الصحيحة،</SPAN></SPAN> حيث إن الطفل يربط ـ كما نعرف ـ بين السلوك والنتيجة التي تحدث</SPAN> </SPAN></SPAN>بعده،</SPAN></SPAN> فإذا كانت استحسانا مال إلى تكرار السلوك،</SPAN> </SPAN></SPAN> وإذا كانت استهجانا مال</SPAN> </SPAN></SPAN>إلي عدم تكراره..</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>
فماذا يتعلم الطفل إذا أتى سلوكا عوقب عليه في إحدي</SPAN> </SPAN></SPAN>المرات ثم سكتوا عنه في المرات التالية؟</SPAN></SPAN>
وأخيرا ينبه د. علاء الأبوين</SPAN> </SPAN></SPAN>إلى أن تقنين العقاب البدني للطفل</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> ليس معناه اللجوء إلي أسلوب العقاب</SPAN> </SPAN></SPAN>النفسي،</SPAN></SPAN> وهو المتمثل في أساليب اللوم والتقريع والتأنيب</SPAN> </SPAN></SPAN> وإجراء المقارنات</SPAN> </SPAN></SPAN>التي تكون في غير صالح الطفل..</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN> وهي أساليب تلجأ إليها الأمهات أكثر من</SPAN> </SPAN></SPAN>الآباء..</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>
لأنها أساليب تخلق للطفل إحساسا بالدونية، خصوصا إذا تكررت،</SPAN> </SPAN></SPAN> وتنمي مفهوما سلبيا عن نفسه يتضمن أنه أقل من الآخرين</SPAN> </SPAN></SPAN> ويشوب سلوكه شعور</SPAN> </SPAN></SPAN>عميق بالذنب وبعدم الجدارة..</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>
لذلك فمن الخطأ ـ كما يقول د. علاء ـ</SPAN> </SPAN></SPAN>المقارنة بينه وبين غيره من المتفوقين</SPAN></SPAN> أو الملتزمين كوسيلة لدفع الطفل</SPAN> </SPAN></SPAN>وتشجيعه،</SPAN></SPAN> لأن هذا قد يجعله يشعر بمشاعر سلبية إزاء الأطفال الآخرين،</SPAN> </SPAN></SPAN> ولا</SPAN> </SPAN></SPAN>يدفعه إلي السلوك الطيب..</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>
والأفضل أن نقارن بين الطفل ونفسه، وأن نشجعه</SPAN> </SPAN></SPAN>كلما أحرز بعض التقدم</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN>.</SPAN> مع اطيب التمنيات
| |
|