الديناصورات ظهرت أولا كمفترسات صغيرة الحجم
العصور المتقلبة للأرض..
بسبب البرق كانت نسبة الأكسجين في هبوط مستمر وجو الأرض أبرد بنسبة 20% مقارنة بما هو عليه الآن، مما كان يعني أن عصر الحشرات والعناكب العملاقة في طريقه للزوال..
كانت أجسام الحشرات في تضاؤل، وأجساد الحيوانات البرية في تضخم، وقبل 280 مليون عام -العصر البرمي- ظهرت أول الزواحف العملاقة الشبيهة بالثدييات على الأرض وهي "أيدفوسورص"؛ حيث كان طولها ثلاثة أمتار وبحجم فرس النهر، وكانت نباتية ويمكنها التحكم في درجات حرارة أجسادها..
عصر العمالقة
وانطلاقاً من القاعدة العامة في الطبيعة التي تفيد أنه كلما زادت ضخامة الحيوان كلما قل خطره واعتماده على النباتات كمصدر لتغذيته، فقد كان هذا عيباً خطيراً لها في بيئة بدائية تتأرجح بين صحراء قاحلة وشتاء متجمد، ولكن هذا لا يمنع أن يظهر لهذه الزواحف العملاقة عدوّاً من نفس نوعهم ويتناسب مع أحجامهم العملاقة، ألا وهو "ديمتريدون" أكبر الزواحف على الأرض.
جورجونوبسيد بأسنان تصل إلى 12 سم
قبل 250 مليون عام، ظهرت زواحف أخرى أشد شبها بالثدييات، السيقان منحنية لتمكّنها من رفع رأسها والجري بسرعة أكبر، والرؤوس أكبر حجماً والعقول أكثر تطوراً، كان الجو أشد حرارة بنسبة 60%، وهناك قارة واحدة فقط هي قارة "بانجايا"، وهي عبارة عن صحراء باتساع شاسع... وهناك زاحف آخر تحت اسم "سكوتوسورص"، وزنه طن ولديه صفائح عظمية رهيبة تغطي معظم ظهره، وعلى الرغم من الحجم الكبير لهذا النوع من الزواحف، إلا أن زاحف "جورجونوبسيد" كان قادراً على هزيمته، علماً بأن الأخير كانت له أجساد انسيابية وأسنان طاحنة مدببة قوية بطول 12 سم، وكانت تتجمع حول مصادر المياه الصغيرة جداً في هذا الجو الصحراوي الرهيب، وتأكل أي شيء يتحرك وتستطيع أيضاً أن تميّز الروائح.
قارة بانجيا الكبيرة
كانت أنواع كثيرة من المخلوقات تنقرض، وخصوصاً المخلوقات البرّمائية، والتي لا تستطيع الاستغناء عن الماء الذي يشكل بيئة توالدها وجزءاً كبيراً من حياتها، ولكن أنواعاً أخرى من المخلوقات استطاعت المقاومة، فهناك الـ"ديكتدون" على سبيل المثال، وهو حيوان زاحف صغير مراوغ، يبني الأنفاق تحت الأرض، وهذا يجعل عشه أقل حرارة وأنسب للاستمرار، ويعيش في جماعات كبيرة ويمتلك أذناً حساسة للأصوات، وبمرور السنين اختفت معظم المخلوقات العملاقة، وبقيت الأقل حجماً والأكثر تكيفاً مع حرارة البيئة التي لا تُطاق.
نتيجة الجفاف هناك مخلوقات انقرضت ومخلوقات قاومت ومنها ديكتدون
في العصر "الترياسي" قبل 248 مليون عام، انتشرت الغابات مرة أخرى وانخفضت حرارة الأرض، بالطبع كانت الحيوانات النباتية هي المسيطرة، زواحف "لسيتوسورص" كانت تشكل نصف عدد الكائنات الموجودة على اليابسة بخلاف النباتات، وكان عدوّها الأساسي هو زاحف آخر يُدعى "ثيروسيفاليان" أصغر حجماً وأكثر ذكاء، ويضخّ سمًّا شديد المفعول، وكان هناك عدو آخر أقل وطأة وهو "كزماتوسورص" وهو الجد الأول للتمساح، ويمتلك فكاً قوياً لدرجة أنه لو أغلق على أي شيء فلن يفتح بالقوة، وظهرت "يوباركيرا" آكلة الحشرات صغيرة الحجم، وهي نوع من الزواحف يمكنه الجري على القدمين ومحرَّر اليدين، وكان هذا هو أول ديناصور على الإطلاق، والذي سيسيطر على الأرض بعد ذلك قرابة 170 مليون عام.
أخطار لا تنتهي!..
أخطار لا تنتهي
قبل 220 مليون عام كان هناك العديد من الزواحف التي تظهر لتنقرض بعد عدة ملايين من السنين، وكانت فترات الجفاف تمتد لشهور طويلة مما يعجّل بالقضاء على أنواع كثيرة من المخلوقات، وأخيراً ظهرت المخلوقات التي استطاعت التكيف مع ظروف هذه البيئة القاسية، ديناصور "سليوفاسيس" استطاع التغلب على هذه العقبة، وتحمل درجات الجفاف المختلفة..
زواحف بدائية يمكنها رفع رأسها والجري بسرعة أكبر
ظهرت الديناصورات في البداية بوصفها حيوانات مفترسة صغيرة، سريعة وقوية وشرسة.
القدمان أطول من الذراعين، وتصميم الفخذ يسمح بالوقوف في وضع شبه منتصب، وهذا مكَّنها من مواجهة الكائنات الأقوى والأشرس وهزيمتها.. وعندما جاء العصر الجوراسي كانت الزواحف النباتية تعيش في قطعان كبيرة. أما الزواحف المفترسة فهي تعيش منفردة في مناطق نفوذ شاسعة.. وربما اتّحدت "سليوفاسيس" المفترسة في جماعات كبيرة لتستطيع التغلب على الزواحف الأخرى الأكبر، ومع ازدياد الجفاف انقلبت هذه الأعداد الكبيرة من الديناصورات المفترسة على بعضها لتقاوم الفناء.
عصور الأحجام الكبيرة..
بيض ديناصور
ظهر أيضاً الديناصور العملاق "البلاتوزورس" ولكنه كان يأكل النباتات، كان في حجم عبّارة أو سفينة صغيرة ويزن عشرة أطنان، هناك نوع يدعى "ديبلدكوس" يزن 25 طناً وبحجم ناقلة بترول، وأهم ما يميزها أن أعناقها طويلة جداً وأنها تسير على ثلاثة أقدام دائما من الأربعة التي حباها الله بها لكي تتحمل وزنها..
الديناصورات كانت من فئة الزواحف أي أنها تبيض، تخيّل حجم بيضة كائن بهذا الحجم! بصفة عامة كانت هناك عائلة من الديناصورات تدعى "صوروبدوس" تسيطر على الكوكب وهي أكبر كائن خطا على ظهر اليابسة، بعضها وصل وزنه إلى سبعين طنا! بعد اختفاء هذه العائلة.. لم يظهر كائن آخر بهذه الأحجام والأوزان.
صوروبدوس بأحجامها الضخمة كانت محمية من هجمات نمور العصر الجوارسي
هذه المخلوقات كانت مهووسة بمبدأ الطعام، فكل عام تنمو بمعدل طن كامل من لحظة الولادة حتى البلوغ، أي بمعدل 3 كيلو يومياً!! تخيل كميات الطعام التي تحصل عليها لكي تصل إلى هذا المعدل، وتخيل أنها عندما تصل إلى مرحلة البلوغ تحتاج إلى ما يعادل طنين من الغذاء يومياً، لحسن الحظ كانت حالة الأرض تسمح بوجود مساحات شاسعة من الغابات.. عملية هضم تلك الديناصورات كانت تقوم على وجود صخور كثيرة داخل معدتها، ومن ثم تقوم تلك الصخور بطحن النباتات قبل أن تقوم أحماض المعدة باستخلاص المواد المغذية، كان كل مخلوق يخلف وراءه ما يزيد على الطن يومياً من الروث!
صوروبدوس أضخم المخلوقات على اليابسة
"سيتجوسورص" هو الديناصور المدرع، يزن سبعة أطنان. نباتي ولكنه خطير جداً، هناك ما يشبه السيوف في ذيله طولها متر تقريباً. أما عن أشد ضواري ذلك العصر، فكان الـ "ألينوصورس"، وهي كائنات متوسطة الحجم ولكنها شرسة لأقصى درجة، يمكن أن نطلق عليها نُمور العصر الجوراسي، سريعة ووقحة ومتطفلة.
ألينوصورس نمور العصر الجوراسي