حبٌ .... أكبر من الحقيقة

حبٌ .... أكبر من الحقيقة</SPAN>
***</SPAN>
يقفل الباب مسرعا حتى لا يراه أحد في المنزل ... فالمنزل صغير لا يترك فرصة الاختلاء وتلك الغرفة الضيقة يجب أن تسع كل الأولاد </SPAN>
اختار زاوية من الغرفة ليلقي بجسده المتهالك على الأرض ويسند ظهره المتعب إلى الجدار ... فظهره عاري منذ الطفولة وتعود أن يكون الجدار حميمه ...</SPAN>
دماء تسيل من فمه وأنفه فقد كانت اللكمة شديدة في الوقت الذي لم يكن له الخيار للمقاومة فهو شيخ كبير وفي سن والده</SPAN>
والغدر لا يدع مجالا لاسترداد الأنفاس </SPAN>
تفاجأ بطلبه المجيء إليه ... فهو يحمل أمل الحياة بأن يرضى بزواجه من حبيبته .... حبيبته التي يراها الحياة ومن دونها الموت ... التي استولت على شغاف قلبه ولبه </SPAN>
يمشي بخطى متسارعة إلى المكان وكله سعادة أن ساعة اللقاء باتت قريبة وأقرب مما يتصور ... مختزلا سنوات السعادة القادمة مع الحبيبة في خمس دقائق </SPAN>
يا الله .... فحبها أكبر من الحقيقة ... الحقيقة التي تقتل اليأس وتجعل منه المراود الأول لوالدها ليوافق على زواجه منها </SPAN>
استقبله بذئبية جائعة ومتعطشة لدم بريء ... يضربه ويكيل عليه من السباب والإهانات والتهديد .... ابنتي محرمة عليك وإن كان الثمن قتلها</SPAN>
ألم الجسد والروح والإهانات والدموع التي اختلطت بالدم لم يكن أن ينسيه إياها لحظة واحدة أو يحرمه حلم الوصول إليها </SPAN>
</SPAN>
</SPAN>