هل العنف الأسري مقتصر على الضرب والتأنيب والحرمان ؟؟؟؟؟

تحقيق قرأته واعجبني اتمنى ان يعجبكم

العنف الأسري لم يكن مقتصرًا على الضرب والتأنيب والحرمان فحسب بل أصبح العنف اليوم يتفنن في التعذيب والتنكيل حتى وصل إلى الإعاقة الجسدية الدائمة والقتل وغيرها من صور العنف الأسري ، "المدينة" طرحت ملف قضية العنف الأسري على المختصين فما أسباب العنف الأسري وهل هو بسبب ضعف في العقيدة ؟ وكيف نحد من العنف الأسري وغيرها من الأسئلة في ثنايا هذا التحقيق :
أسباب العنف الأسري
بداية يتحدث د.أسامة بن صالح حريري " عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى والمتخصص في مهارات الاتصال والعلاقات الزوجية " الذي يوضح أسباب العنف الأسري قائلاً:"إن الحديث عن العنف الأسري وسيلة من وسائل المعالجة الجذرية للإرهاب، لأن من يتربى على العنف فإنه لا يعرف وسيلة أخرى للتغيير غيرها. فكما أن أبويه كانا يمارسان معه العنف في التعامل مع تصرفاته التي لا تعجبهما، فهو كذلك سوف يمارس العنف في التعامل مع سلوك الآخرين الذي لا يعجبه ،وتختلف أسباب العنف الأسري من حالة لأخرى، ولكن الخطأ والخطر قائم ويحتاج إلى حلول تجتمع في المشاركة في وضعها العديد من الجهات ذات العلاقة بالأسرة، بداية بوسائل التربية والإعلام، ونهاية بأقسام الشرطة والمحاكم.ـ وقد تعود هذه الأسباب إلى "ضغوط" اقتصادية ونفسية يعيشها الوالدان، فيتم "التفريغ" لهذا الضغط في أي جهة تحيط بالفرد المضغوط. ـ وقد تعود هذه الأسباب إلى ماضٍ عنيف في حياة من يمارس العنف، حيث يمارس ما تم ممارسته معه، (كما فعل بأشياعهم). ـ وقد يعود إلى مستوى معرفي في ثقافة الفرد، حيث يعتبره – هذا الممارس للعنف – أنه الأسلوب "الوحيد" للتربية "الناجحة".ـ وقد يكون سببه أن الفرد، الذي يمارس العنف، يعتقد أن هذه الممارسة "حق" من حقوقه الأبوية"
ثم يؤكد د.حريري أن ضعف المعرفة بالحقوق والواجبات يؤدي إلى العنف بقوله:"إن العقيدة الإسلامية دواء ناجح لجميع قضايا الإنسان، حيث يكون الإيمان باليوم الآخر رادعا لمن يمارس العنف، حيث يعرف المسلم أن الله سوف يحاسبه – حتى على ذرة العنف – في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون. لذلك فإن قوة العقيدة ينتج عنها عدم الظلم، خوفاً من يوم الحساب وليس أظلم من ظلم الضعيف. ونحن نتحدث عن "ضعف" العقيدة، فيجب الحديث عن "ضعف" المعرفة بالحقوق والواجبات التي شرعها سبحانه وتعالى. فإن الله لم يجعل حق الوالدين مطلقا، كأنه عبودية واسترقاق للأبناء. وبعض الآباء يتوهّم بأن الرضا حق وملكية فردية للوالدين يحق للفرد منهم أن يفعل ما يشاء ، بحجة وسيف الرضا، إن الرضا – ليس حقا للآباء – بل واجب على الأبناء كي يرحموا آباءهم.
لذلك فإن ضعف معرفة الوالدين بواجباتهم سبب في الوقوع في كثير من الظلم والعنف الأسري، فكأن الأب والأم يتخيلان بأن أبناءهما أرقاء لديهما. بل إن الرقيق في الإسلام ينال حقا كريما لا يوجد في أي قوانين وضعية، .
الحد من العنف الأسري
ويُبين د.حريري أن الحد من العنف الأسري يتطلب الحل في جانبين:"
(1) توجيهي، من خلال وسائل التربية والإعلام والدورات السابقة للزواج والاستشارات الأسرية عبر مراكز الاستشارات الأسرية والنفسية.
(2) قانوني، فإن من لا يستحي، سوف يفعل ما يشاء، ومن لا تردعه نفسه، فلا بد له من قانون يردعه. وهنا يجب أن يتم فتح مسار لجهات الشرطة في الأحياء السكنية، بحيث يحق لأفراد الأسرة أن يتصلوا بأقسام الشرطة في حالة ممارسة العنف الأسري. ويحق للشرطة أن تقبض على الذي يمارس العنف الأسري. "
ثمّ يُضيف قائلاً:" تستطيع المرأة أن تمارس العلاج لهذه المشكلة، من خلال الجانب التربوي في مهد الطفل، بحيث تجعل طفلها حساسا حرا في التوجيه، مما يجعله لا يحتاج لعنف في التوجيه، بل مجرد الإشارة كذلك تستطيع الزوجة عبر امتصاصها لغضب الزوج أن تخفف عنه أعباء وضغوط العمل فيكون في مسكنه ساكنا مطمئنا، بدلا من مشاعر الاضطراب التي قد تقود إلى العنف. ماذا نتخيل وضع الأب الذي يقود مركبته من بيته إلى عمله في تحديات وسرعة وصراع محموم، ثم يعيش صراعا وتحديا ثانيا في عمله، ثم يعايش ثالثا منافسة في قيادة المركبة من عمله إلى بيته. ماذا سيكون وضعه إذا دخل البيت؟ سيكون في قمة غضبه هنا يتوجب على المرأة أن تتعامل مع هذا البركان الثائر والمشكلة أن تكون المرأة عاملة كذلك في ظروف عنف قد تكون مشابهة لظروف زوجها سيكون في البيت بركانا من العنف من سيدفع الثمن؟ طبعا: الضعيف سيدفع الثمن هذا الضعيف قد يكون الأبناء، أو الشغالة، أو السائق, أو شخصا مقدور اعليه.
ويجب على المرأة أن تعرف حقها وحق الأبناء في الإسلام وهكذا تقف المرأة في وجه الرجل بطريقة مؤدبة لتقول له في أدب جم: (ليس هذا حق من حقوقك).
إن معرفة الوالدين للمدى الذي يجب أن يقفا عنده شرعا في تعاملهم مع أبنائهما مطلب تربوي يجب أن يتم في الدورات السابقة للزواج وكذلك عبر الاستشارات التي تعقب الزواج ورغم أن الأبناء هم الضحية؛ فإن الضحية يجب أن يعرف حقه إن الإسلام أعطى لكل ذي حق حقه، حتى العبيد والإماء، فكيف ببقية أفراد العائلة؟ وفي نفس الوقت يجب على الابن أن يمارس حقه بأدب، حيث يجب أن نعالج الخطأ بالصواب، فالنار لا تطفئ نارا. والمنكر لا يغيّر منكرا، بل المعروف هو الذي يغيّر المنكر وفي الجانب المقابل يجب على الأبناء أن يعرفوا كذلك واجباتهم في التعامل الحسن والسمع والطاعة