خريطة برامج التليفزيون

الأهواء الشخصية تتحكم في خريطة برامج التليفزيون واختيار من يعمل لابد ان تتوافر فيه خفة الظل والولاء وان يكون مقربا من القيادات.. بغض النظر عن امانياته الفنية وكفاءته ودرجة ثقافته.
البعض يجتهد في عمله وينتظر الحصول علي فرصة حقيقية تظهر تميزه وتفرده في برامجه.. لكن الاحباط واليأس لا يحققان الهدف المنشود..أجيال كثيرة في ماسبيرو عانت من الشللية ومازالت تبحث عن طوق النجاة.


علي سبيل المثال وليس الحصر برنامج "طاب مساؤكم" تقديم د.علاء صادق حصل علي تأشيرة الموافقة والتنفيذ خلال 4 ايام فقط. ويعرض في وقت مميز في العاشرة مساء علي القناة الأولي. ولم تخصص له إعلانات لسرعة ظهور البرنامج.
في نفس الوقت هناك برنامج بعنوان "يحدث في مصر" إخراج المعتز بالله محمد حصل علي موافقة منذ شهر يونيو الماضي ولم ير النور حتي الآن.
ايضا المخرج اسامة البهنسي له برنامج "كلام رجالة" وفي نفس الوقت يشرف علي 4 برامج أخري!!
يقول المخرج طارق صلاح الدين: نعم الخريطة في التليفزيون تدار بالأهواء الشخصية ففي شهر رمضان الماضي اجتهدت في تقديم حلقات "ذاكرة الكاميرا" الخاصة بشهر رمضان وصممنا جرافيكاً خاصاً بالشهر الكريم مميزاً جداً وبذلنا الجهد الضخم في عمل ثلاثين حلقة حسب تعليمات رئيس التليفزيون ورئيس القناة الأولي وبعد الانتهاء من تجهيز الحلقات وتسليمها قبل 25 يوليو فوجئت بتعليمات جديدة من رئيس التليفزيون بتخفيض عدد الحلقات التي ستذاع الي 15 فقط وبذلك تم إهدار 13 حلقة كاملة خاصة بالشهر الكريم بمعني انها لا تصلح للعرض في الشهور العادية.. فمن المسئول عن هذا الإهدار الصريح للمال العام؟!
أضاف طارق صلاح الدين: الأغرب من ذلك انني فوجئت بموعد الإذاعة الساعة 10.7 صباحاً وهو موعد مبكر جدا.. فمن سيشاهد هذا العمل التسجيلي الذي يعرض فوتوغرافيا نادرة وليس له مثيل في أي قناة تليفزيونية محلية أو عربية. أما أصحاب الحظوة والمسئولين فتذاع برامجهم في أوقات متميزة والدليل البرامج التي كان يقوم بتقديمها القيادات المسئولة عن الشاشة حيث كانت تذاع في أوقات متميزة.. أما المقربون من القيادات فتم استثناؤهم من قرار إذاعة 15 حلقة. فمنهم من اذيعت له ال30 حلقة كاملة ومنهم من عرض 23 حلقة وغيرهم الكثيرون.. أما قرار إذاعة ال15 حلقة فتم تطبيقه علي المغضوب عليهم فقط.. وتساءل: الي متي سيدار المبني والخريطة بالأهواء الشخصية الصريحة؟!


* المعتز بالله محمد مخرج بالقناة الأولي قال: للأسف الشديد التليفزيون منذ سنوات طويلة يدار بأسلوب الأهواء الشخصية ومن خلال رؤساء القنوات وحتي رئيسة التليفزيون وهو أمر متوارث منذ الفترات السابقة حيث كان هذا الأسلوب يحدث متبعاً وبالتالي انهار المستوي البرامجي ويكفي انه خلال العام الماضي فإن قطاع التليفزيون بالكامل خرج من مهرجان القاهرة للإعلام العربي بدون ان يحصل علي أية جائزة.
وأضاف: نحن نأمل خلال فترة أنس الفقي وزير الاعلام ان تتحسن الأوضاع وان تستقيم الأمور ونناشد رؤساء القنوات ورئيسة التليفزيون عدم اتباع الأهواء الشخصية والاعتماد علي مبدأ الكفاءة كمبدأ لتقييم العاملين وان يكون المعيار لذلك الجودة وكفاءة العمل.
وقال علي غيث المخرج بالقناة الأولي أصبح العمل في التليفزيون بشكل عام يدار بسياسة الولاء وليس علي أساس الكفاءة بمعني ان كل مسئول حينما يأتي الي المنصب يأتي معه المقربون منه وهو ما يعرف مجازا بنظام "الشللية" ويقومون باستنزاف العمل سواء مادي أو معنوي ويعتبرون ان الفترة التي يتواجد فيها في هذا المنصب خاصة قيادات التليفزيون لابد ان يستغلها لأبعد الحدود ودون النظر لكفاءة وجودة الآخرين ودون النظر الي ظروف الآخرين النفسية والمادية.
وأضاف علي غيث: ليس هناك قواعد ثابتة في العمل في اختيار الكفاءات ولكن الولاء والدم الخفيف والاستلطاف هي المعايير التي تتحكم في توزيع العمل كما ان في العمل الفني إبداعات من المخرجين ولكن إبداعاتهم ليست علي هوي القيادات التليفزيونية أو غير مقربين للقيادات الذين يجلسون في مكاتبهم بخلاف المخرجين الذين يعملون ورغم ذلك فبرامجهم لا تلقي اهتماماً بالمرة أما القيادات فيكفي انهم يفضلون أكل التورتة وحدهم ويساعدهم في ذلك شلة المنتفعين.


* أمل فاروق مخرجة بالقناة الثانية قالت: القناة الثانية مختلفة عن القناة الأولي فالثانية لها برامج رياضية كثيرة بجانب برنامج "البيت بيتك" الذي يأخذ ويستغرق ساعتين بجانب البرامج المباشرة مثل "زينة" و"يسعد صباحك" وكذلك البرامج اليومية التي تذاع بشكل يومي ونحن كمخرجين نعمل في هذه البرامج وأصبحت المسألة حالياً الآن بلا إبداع.
أضافت: منذ فترة طويلة ولدي إحساس بعدم الإبداع في التليفزيون ويعلم الجميع انني وقت ان كانت فاطمة فؤاد رئيسة القناة الثانية كنت متوقفة عن العمل وكنت أخرج برنامج "عالم البحار" وهو برنامج مختلف ومميز ولكنهم استعانوا بالبرامج التسجيلية وألغوا "عالم البحار".
وقالت أمل فاروق: لا أتابع التليفزيون المصري بشكل جيد ولكن بشكل عام "فكله زي بعضه" باختلاف الأنواع وفكرة إن فلاناً صاحب مين وحبيب مين اصبحت اساسية في التليفزيون وهذا السبب هو الذي يحدد البرنامج الذي سيذاع وأنا شخصياً حكم عليّ بعدم العمل لمدة أربع سنوات لأنني دمي ثقيل والمشكلة التي نعيشها هو انه لا يوجد نظام أو قواعد ثابتة.
أما المخرج خالد مصطفي بالقناة الثانية فإنه يري ان المسألة نسبة وتناسب. ويري ان المخرجين الذين يعملون بنسبة 80% والذين لا يعملون 20% فقط.