لماذا يكذب الاطفـال على اباءهــم ؟؟!!

بسم الله الرحمن الرحبم

الكذب عند الكبار عادة مذمومه,وخلق قبيح,ومحرم في شريعه الاسلام,مهما كانت الاعذار والاسباب,وعادة عندما يكذب الكبار لايسأل عن الاسباب ,وانما يقابل ذلك باستنكار وعدم رضا من الافراد والمجتمع, ولكن لماذا يكذب بعض الأطفال ؟.....هذه البراءة ماالذي يدفعها الى سلوك هذا الطريق الخطر؟

الخبيرة بشؤون الطفولة (ماري جون ) تقدم بعض النتائج بهذا الخصوص ,وتكتب الى الامهات في كيفيه التعامل مع كذب أطفالهن,تقول:
كثير من الاطفال هم أساتذة في اختراع الأكاذيب, بعضها ينكشف,والبعض الآخر يبقى بعيدا عن الحدس والتخمين0

ويبدو أن هذه الأكاذيب يخترعها الطفل لتحاشي العقوبه التي يتوقعها من الابوين بعد خطأ ارتكبه

نعم هولأء الأبرياء يلجأون الى الكذب حينما يكونون معرضين لعقوبه ما او معامله سيئه من المحيطين بهم0

الرؤيه التربويه تجاه هذه القضيه توضح ان اختراع الكذب من قبل الطفل لايعني في كل الاحوال انه مخادع , ولكن قد يكون ذلك منه سوء تصرف في تقييم الموقف خلاافا للناضجين, فالطفل البالغ يدرك ويتحقق من الامور و ويفرق بين الخير والشر0

ولكن الطفل لايعرف هذه الفروق, ولا يعي هذه الحقائق,وكلما تصاعد نمو الطفل اتسعت مداركه ,وبالتحديد في السنه الثالثه يكون اكذب لدى الطفل سلوكا دفاعيا للهروب من المشكلات,وظهر ذلك في تصرفاته,كأن يلحق تهمة سكب الماء بشخص آخر, او بأخيه الآصغر ,او القطة مثلا... بعد الثالثه وحينما تنمو مداركه قليلا يلجأالى الكذب غير المباشرو كي يتحاشى اللوم الذي قد يوجه اليه0

خيال الأطفال محير :

هناك طرق أخرى للكذب تجعل بعض الأباء في حيرةووهو مايتعلق بعالم الخيال الذي يعيشه الطفل

كثير من الأطفال يصنعون لأنفسهم عالما من الخيال, يعيشون فيه معظم وقتهم, ويوجه تصرفاتهم وسلوكهم, كأن يقوم الطفل بمغامرات مع أصدقاء خياليين, تتداخل شخوصهم مع الواقع, او ينسج أحد الأطفال في سن الخامسه حكايه غريبه من خياله وهو ذاهب الى المدرسه0

في بعض الأحيان يكون هذا العالم الخيالي مسيطرا على ذهن الطفل بصورة كلية, فقد يعود الى المنزل قائلا: انهم نصبوه في المدرسه كابتن فريق كرة القدم,أو ان المدرس أطرى عليه لأنه أجاب على الأسئله أفضل من زملائه0

ومثل هذا النوع من الأكاذيب يعني ان الطفل لا يشعر بالأمان والاستقرار, او انه فاقد الثقه بالنفس0

رد فعل الأبوين ......كيف يكون؟

تستمر (ماري جون ) في اسداء نصائحها للأبوين لمواجهة كذب الأطفال,
فتقول:
اذا كانت الكذبة واحدة ولأول مرة,فمن الأفضل ان لا يتوقف عندها الأبوان,والا يصدر منهما رد فعل تجاه الواقعه, مع ملاحظة ان الأطفال قد يبالغون في بعض المواظيع في محاولة لجذب اهتمام الأبوين او كسب مزيد من الحنان 0

وان كان من السهل ملاحظة كذب الطفل في الطريقه التي يتحدث بها , كأن ترتبك كلماته,او تضعف نبرات صوته, او يتحاشى النظرات0

من السهل ان تمنع طفلك من اختراع الأكاذيب في سن مبكرة باتباع الطرق التربويه ,التي في مقدمتها ان يكون الأبوان قدوة للأبناء,كذلك فأن على الأبوين أن يستعملا العقاب العقلاني , ويكون العقاب مباشرة بعد وقوع الخطأ او الفعل من الطفل, فذاكرة الطفل لا تختزن الأحداث0

وعلى الأبوين ان يوضحا للطفل ان العقاب سببه الكذب, وان هذا الكذب هو سبب ابتعاد الأصدقاء0

حاولي ايتها الأم ان تربطي بين موقف الكذب واثره على الناس من حوله, وردود افعالهم , مع حث طفلك على ألا يخاف من قول الحقيقه, وان قول الحقيقه دليل على قوة الشخصيه, وهي طريق لحب الوالدين وحب الآخرين, ثم انك ايتها الأم كما تعاقبينه اذا كذب لابد ان تكافئيه اذا قال الحقيقه,وأول درجات المكافأة مدحه واطراؤه, واظهار سعادتك لشجاعته في مواجهة المواقف, ان مثل هذا السلوك منك مع ابنك يجعل هناك جسرا من التفاهم والثقة0

فأشعار الطفل بالأمن واقتراب الأبوين من أطفالهم , وعدم استعمال أساليب التهديد والسخريه, كل ذلك يسهم في بناء شخصية الطفل السوية0
وتقدم الأخصائيه النفسيه (ماري جون ) بعض النصائح الأخرى, فتقول:

***حاولي أيتها الأم أن تكوني يقظه لمواقفك مع ابنك , وتحثيه دائما على الصدق , ويجب ان تدركي ان الأقوال لها مقدرة فائقه على بث الثقة في نفس الطفل, وتكوين شخصية سوية في المستقبل , أما العقاب المستمر, والأستهزاء والسخريه فهي تحطم المعنويات وتذمر الذات0

***أيها الأبوان قدما القدوة لطفلكما دائما , فكيفما تكونا أنتما يكن طفلكما, خاصة أنت أيتها الأم لأن الطفل في سنين حياته الأولى يكون أكثر ألتصاقا بك من أبيه0

***لا تحاولي أن تبرري كذبك حتى لا يفهم الطفل ان الكذب مسموح به في بعض المواقف, او ان هناك كذبا مسموحا به , وكذبا غير مسموح به0

***اذا أصبح طفلك كذابا بالمعايير النفسيه, فحاولي ان تأخذيه الى الأخصائي النفسي0

وأخيرا .........

اتمنى ان يستفيد الأباء والأمهات من هذا الموضوع

وشكرا..

بارك الله فيك أختي على الموضوع